الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

الطحالب والأعشاب البحرية وتأثيرها في علاج الأمراض الروحية

الطحالب والأعشاب البحرية

وتأثيرها في علاج  الأمراض الروحية

بحث تحت التدوين الدراسة والتجارب العملية

الكاتب: بهاء الدين شلبي.

آفاق صناعة الأعشاب البحرية – مصلحة مصايد الأسماك – منظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة – روما،2004  
مقدمة
تعطي صناعة الأعشاب البحرية مجموعة متنوعة من المنتجات التي تقدر قيمتها الإجمالية بما يتراوح بين 5.5 و6 مليارات دولار سنويا. وتشكل المنتجات الغذائية الصالحة للاستهلاك البشري نحو خمسة مليارات دولار من هذا المبلغ. وتمثل المواد المستخلصة من الأعشاب البحرية الجزء الأكبر من المليار الباقي، بينما تمثل الاستخدامات الأخرى الأقل شأنا مثل الأسمدة والمواد المضافة إلى الأعلاف الحيوانية باقي المليار. وتستخدم هذه الصناعة ما يتراوح بين 705 و8 ملايين طن من أعشاب البحر الرطبة سنويا، وتأتي من ا لأعشاب البحرية التي تنمو بصورة طبيعية (أي البرية) أو من الطحالب المزروعة. وقد اتسعت عملية زراعة الأعشاب البحرية، بعد أن زاد الطلب على العرض من الموارد الطبيعية. وأصبحت الزراعة التجارية للأعشاب البحرية تمارس في 35 بلدا تقريبا، تنتشر في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي في مياه تتفاوت بين الباردة والمعتدلة والإستوائية.
تصنيف الأعشاب البحرية 
يمكن تصنيف الأعشاب البحرية في ثلاث مجموعات عريضة طبقا للون: الطحالب البنية والحمراء والخضراء. والطحالب البنية كبيرة عادة وتتراوح بين الكلب العملاق الذي يبلغ طوله نحو 20 مترا، وبين الأعشاب البحرية الجلدية السميكة التي يتراوح طولها بين 2 و 4 أمتار، وانتهاء بالأصناف الصغيرة التي تتراوح أطوالها بين 30 و60 سنتيمترا. والطحالب الحمراء صغيرة عادة وتتراوح أطوالها عموما بين بضعة سنتيمترات إلى متر واحد، وهي ليست حمراء دائما، وإنما تكون أرجوانية أحيانا، بل إن لونها قد يكون أحمر ضاربا إلى اللون البني، وإن كان علماء النبات يصنفونها كطحالب حمراء بسبب خواصها الأخرى. والطحالب الخضراء صغيرة أيضا، حيث تقترب في أطوالها من الطحالب الحمراء. وتسمى الأعشاب البحرية أيضا بالطحالب الكبيرة وهو ما يميزها عن الطحالب الصغيرة (الطحالب الزرقاء) وهي نباتات مجهرية في حجمها، وفي أغلب الأحيان تكون وحيدة الخلية، وتعرف عادة بإسم الطحالب الخضراء الضاربة للزرقة التي تتكاثر أحيانا بصورة هائلة في الأنهار وجداول المياه وقد جرى العرف على تسمية الأعشاب البحرية التي تنمو بصورة طبيعية بالأعشاب البرية، مقابل الأعشاب البحرية التي يزرعها الإنسان.
مصادر الأعشاب البحرية التجارية واستخداماتها
استخدام الأعشاب البحرية كغذاء
يمكن إرجاع استخدام الأعشاب البحرية كغذاء إلى القرن الرابع في اليابان والقرن السادس في الصين. أما اليوم فإن هذين البلدين مع جمهورية كوريا هم أكبر مستهلك للأعشاب البحرية كغذاء. ومع ذلك، فإن هجرة مواطنين من هذه البلدان إلى أجزاء أخرى من العالم، جلبت معها الطلب على الأعشاب البحرية كغذاء، كما حدث- مثلا- في بعض أجزاء من الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية. وقد فاق الطلب خلال السنوات الخمسين الأخيرة قدرة العرض على تلبيته من المصادر الطبيعية (البرية). وقد أدت البحوث التي أجريت على دورة حياة هذه الأعشاب البحرية إلى تطوير زراعتها، حتى أصبحت تنتج الآن أكثر من 90 في المائة من طلبات الأسواق. كما أن في أيسلندا وآيرلندا ونوفا سكوتيا (كندا) نوع مختلف من الأعشاب البحرية أصبح يؤكل بصورة تقليدية، بل إن أسواقه تنمو باستمرار. وهناك بعض المنظمات التجارية والحكومية في فرنسا تروج الآن لاستهلاك الأعشاب البحرية في المطاعم والمنازل، محققة بعض النجاج بالفعل. وهناك أيضا أسواق غير رسمية بين سكان السواحل في بعض البلدان النامية، ممن اعتادوا استخدام الأعشاب البحرية الطازجة كخضروات أو في عمل السلطات.
الكومبو من الطحالب البنية
الصين هي أكبر منتج للأعشاب البحرية التي تستهلك كغذاء، حيث تجمع ما يقرب من خمسة ملايين طن من هذه الأعشاب سنويا. والجزء الأكبر من هذه الأعشاب يستخدم في صناعة الكومبو الذي ينتج من مئات الهكتارات من الطحالب البنية المعروفة بإسم اللامينارية (Laminaria japonica). واللامينارية نبات يعود أصله إلى اليابان وجمهورية كوريا، وعرفته الصين بالصدفة عام 1927 في مدينة داليان الشمالي(دايرين سابقا)، ربما عن طريق الشحن. أما قبل ذلك، فقد كانت الصين تستورد احتياجاتها من الطحالب التي تنمو بصورة طبيعية في اليابان وجمهورية كوريا. وفي الخمسينات من القرن الماضي، طورت الصين طريقة لزراعة شتلات اللامينارية في مياه باردة داخل الصوب، ثم زراعة هذه الشتلات بعد ذلك على حبال طويلة معلقة في مياه المحيط ثم انتشرت هذه الطريقة بعد ذلك وأصبحت مصدر دخل لعدد كبير من الأسر الساحلية. وبحلول عام 1981، كانت الصين تنتج 1200000 طن من الأعشاب البحرية سنويا. وفي أواخر الثمانينات انخفض الإنتاج مع تحول بعض المزارعين إلى نشاط أكثر ربحية وإن كان ينطوي على قدر أكبر من المخاطر، وهو زراعة الأربيان. ومع منتصف التسعينات، بدأ الإنتاج يزيد مرة أخرى حتى أشارت التقارير إلى أن الصين أنتجت في عام 1999 نحو 4500000 طن من الأعشاب البحرية الرطبة. وحققت الصين الآن اكتفاء ذاتيا من اللامينارية، وأصبح أمامها أسواق جيدة للتصدير.
وكانت اللامينارية تنتج بوفرة في اليابان، من جزيرة هوكايدو الشمالية أساسا، حيث تتوافر عدة أصناف تنمو بصورة طبيعية. ولكن مع تزايد الرخاء في اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية، زاد الطلب على هذه الأعشاب وأصبحت زراعتها أمرا ضروريا بحلول السبعينات من القرن الماضي. وأصبحت اليابان تحصل على احتياجاتها من خليط من الأعشاب التي تنمو بصورة طبيعية وتلك التي يزرعها الإنسان. أما في جمهورية كوريا، فإن الطلب على اللامينارية أقل بكثير، وأغلبه يأتي من زراعة هذه الأعشاب.
الواكامي من الطحالب البنية
تزرع جمهورية كوريا سنويا نحو 800000 طن من ثلاثة أصناف مختلفة من الأعشاب البحرية جميعها صالح للأكل، نصفها من الواكامي ( Undaria pinnatifida ) الذي يزرع بطريقة مشابهة لما تزرع به اللامينارية في الصين. ويصدر جزء من هذه الأعشاب إلى اليابان، التي لا تنتج سوى 80000 طن تقريبا من الأعشاب البحرية سنويا. والواكامي لا تلقى إقبالا مثلما تلقاه اللامينارية في الصين. فالصين كانت تجمع في منتصف التسعينات نحو 100000 طن من الواكامي المستزرعة سنويا، وهي كمية صغيرة إذا قورنت بما كانت تجمعه من اللامينارية في ذلك الحين وهو ثلاثة ملايين طن سنويا.

الهيزيكي من اصناف هيزيكيا ( Hizikia ) ،
ينتشر استخدام الهيزيكي كطعام في اليابان وجمهورية كوريا. فقد كانت جمهورية كوريا تجمع في عام 1984 ما يقرب من 20000 طن من المصادر الطبيعية، عندما بدأت زراعة هذه الأعشاب. ومنذ ذلك الحين، تزايدت الكميات التي يتم حصادها من الشواطئ الجنوبية الغربية لجمهورية كوريا زيادة مستمرة حتى أنها في عام 1994 جمعت أكثر من 32000 طن من الزراعة، مقابل 6000 طن فقط من الأعشاب البرية. ويصدر جزء كبير من إنتاج جمهورية كوريا إلى اليابان التي لا تزرع كميات كبيرة من هذا الصنف.
النوري من الطحالب الحمراء ( Porphyra )
تنتج اليابان نحو 600000 طن من الأعشاب البحرية الرطبة الصالحة للأكل، 75 في المائة منها تستخدم في صناعة النوري، وهو صنف من الطعام تلف فيه الأعشاب البحرية السمراء الضاربة إلى اللون الأرجواني حول كرات الأرز في طعام السوشي. ويزرع النوري في اليابان وجمهورية كوريا منذ القرن السابع عشر، في مزارع طبيعية، وإن كانت غير كافية لسد الطلب حتى في ذلك الوقت. وقد بدأت عملية زراعة هذه الأعشاب بالتقليد، أي ملاحظة ظهور الشتلات في موسمها، الآن ظلت دورة حياة الطحالب الحمراء معقدة وغير مفهومة حتى الخمسينات أما بعد ذلك فقد بدأت الزراعة في الازدهار، حتى أصبحت جميع الكميات المعروضة اليوم تكاد تكون من عمليات الزراعة التى تجري على نطاق واسع في اليابان والصين وجمهورية كوريا. وفي عام 1999، كان الإنتاج الكلي من هذه البلدان الثلاثة يربو على مليون طن من ا لأعشاب البحرية الرطبة. وهو إنتاج له قيمته المرتفعة التي تصل إلى 16000 دولار أمريكي للطن الجاف، مقابل 2800 دولار أمريكي للطن الجاف من الكومبو، و6900 دولار أمريكي للطن الجاف من الواكامي.

المستخلصات من الأعشاب البحرية – الغروانيات المائية
هناك ثلاث غروانيات مائية تستخرج من الأصناف المختلقة من الأعشاب البحرية الحمراء والبنية هي: الأغرة ( Agar ) والغينيت ( Alginate ) والكاراغينان ( Carrageenan ) . وهذه المستخلصات عبارة عن مادة غير متبلورة بها جزيئات كبيرة جدا تذوب في الماء لتعطي محلولا غليظ القوام (لزج). والمستخلصات الثلاثة المذكورة عبارة عن هيدروكربونات تذوب في الماء وتستخدم لتغليظ قوام المحاليل المائية، ولصناعة مواد هلامية (مثل الجيلى بدرجات) متفاوتة من الصلابة، ولصنع شرائح قابلة للذوبان في الماء ولتثبيت قوام بعض المنتجات مثل الآيس كريم (فهي تمنع تكون بلورات كبيرة من الثلج لتجعل قوام الآيس كريم ناعما).
ويرجع تاريخ الأعشاب البحرية كمصدر لهذه المستخلصات إلى عام 1658، عندما اكتشف البعض أن الأغرة تعطي مادة هلامية تستخلص من الأعشاب البحرية الحمراء بالماء الساخن، وهو ما حدث للمرة الأولى في اليابان. أما الطحلب الآيرلندي- وهو نوع آخر من الأعشاب البحرية الحمراء- فيعطي مادة الكاراغينان، وهي مادة كانت تلقى إقبالا كبيرا كمادة لتغليط القوام في القرن التاسع عشر. ولكن الأمر ظل كذلك حتى عام 1930 عندما أنتجت الأعشاب البحرية البنية التي تحتوي على مادة الغينيت بصورة تجارية وبدأت تباع كمادة لتغليط القوام واكتساب القوام الهلامي. واتسع الاستخدام الصناعي لمستخلصات الأعشاب البحرية بصورة سريعة في أعقاب الحرب العالمية الثانية وإن كان محدودا في بعض الأحيان بسبب محدودية توافر المواد الخام. ومرة أخرى، قادت البحوث التي أجريت على دورة حياة هذه الأعشاب إلى استنباط طرق الزراعة أصبحت الآن تعطي نسبة كبيرة من المواد الخام اللازمة لاستخراج بعض المستخلصات. وأصبح ما يقرب من مليون طن من الأعشاب البحرية الرطبة يجمع سنويا الآن لاستخراج المنتجات الثلاثة السابق ذكرها. وأصبح مجموع ما ينتج من هذه المستخلصات نحو 55000 طن سنويا، قيمتها 585 مليون دولار.
الغينيت
تستخلص الغينيت، التي تبلغ قيمتها 213 مليون دولار سنويا، من الأعشاب البحرية البنية، التي يجمع الجزء الأكبر منها من الأعشاب البرية. أما الأعشاب البحرية البنية الأكثر فائدة فتنمو في المياه الباردة التي يفضل ألا تزيد درجة حرارتها عن 20 درجة مئوية. وتوجد الأعشاب البحرية البنية في المياه الدافئة أيضا، وإن كانت غير مثالية لإنتاج الغينيت والتي يندر أن تستخدم كطعام. وهناك مجموعة كبيرة من الأصناف المستخدمة لهذا الغرض، والتي تجمع في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي على السواء ومن بين البلاد التي تجمع منها هذه الأعشاب: الأرجنتين وأستراليا وكندا وشيلي وآيرلندا والمكسيك والنرويج وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة (اسكتلندا وآيرلندا الشمالية) والولايات المتحدة وأغلب الأصناف يأتي من مصادر طبيعية إذ أن زراعة المادة الخام مكلفة للغاية عادة إذا كان الهدف هو إنتاج الغينيت. وإذا كان الجزء الأكبر من اللامينارية التي تزرع في الصين يستخدم كغذاء، فإن الفائض من إنتاجها يمكن استخدامه فى استخراج الغينيت.
الأغرة
يأتي إنتاج الأغرة التي تبلغ قيمتها 132 مليون دولار سنويا، من نوعين من الأعشاب البحرية الحمراء أساسا، أحدهما بدأت زراعته منذ الستينات، وإن كانت هذه الزراعة قد توسعت منذ عام 1990. وهناك نوعان من هذه الأعشاب، هما Gelidium و Gracilaria يمثلان الجزء الأكبر من المادة الخام المستخدمة في استخراج الأغرة حيث يساهم صنف Gelidium في إنتاج أغرة ذات قيمة مرتفعة. وتأتي كل كميات صنف Gelidium المستخدم في استخلاص الأغرة تجاريا من مصادر طبيعية في عدد من البلدان، في مقدمتها فرنسا و إندونيسيا وجمهورية كوريا والمكسيك والمغرب والبرتغال وأسبانيا. وصنف Gelidium عبارة عن أعشاب صغيرة تنمو ببطء، وقد بذلت محاولات لزراعتها في برك وخزانات ونجحت بالفعل من الناحية البيولوجية، إلا أنها غير إقتصادية بشكل عام.
أما صنف Gracilaria فقد اعتبر في وقت ما غير مناسب لإنتاج الأغرة بسبب سوء جودة الأغرة المستخرجة منه. أما في الخمسينات من القرن الماضي، فقد اكتشف أن معالجة الأعشاب البحرية بمادة قلوية قبل استخراج الأغرة منها يقلل من إنتاجيتها ولكنه يعطي أغرة جيدة وقد مكن ذلك صناعة الأغرة من التوسع، بعد أن كانت محدودة بحجم الكميات المتوافرة من Gelidium كما أنه أدى إلى جمع عدة أصناف برية من GraciIaria من بعض البلدان مثل الأرجنتين وشيلي وإندونيسيا وناميبيا. وكان صنف Gracilaria الشيلي نافعا بشكل خاص، ولكن سرعان ما اتضح أن هناك عملية جمع جائرة للأصناف البرية. ومن هنا تطورت طرق صراعته في المياه المفتوحة من الخلجان المحمية. وتخطت هذه الطرق جمهورية شيلي لتصل إلى بعض البلدان الأخرى مثل الصين وجمهورية كوريا وإندونيسيا وناميبيا والفلبين وفييت نام باستخدام أصناف من Gracilaria خاصة بكل من هذه البلدان عادة ومن الواضح أن صنف Gracilaria يمكن أن ينمو في المياه الباردة والدافئة على حد سواء وحتى الآن مازالت الكميات المعروضة من صنف GraciIaria تأتي أساسا من الأعشاب البرية، مع تفاوت الكميات التي تأتى من الزراعة بحسب تفاوت الأسعار.
الكاراغينان
كان إنتاج الكاراغينان، الذي تبلغ قيمته 240 مليون دولار سنويا، يعتمد أساسا على الأعشاب البحرية البرية لاسيما صنف الطحلب الآيرلندي ( Chondrus crispus ) ، وهو نوع صغير من الأعشاب البحرية ينمو في المياه الباردة مع وجود مساحات محدودة منه في فرنسا وآيرلندا والبرتغال وإسبانيا وولايات الساحل الشرقي من كندا. ومع توسع صناعة الكاراغينان بدأ الطلب على المادة الخام يشكل ضغطا على العرض من المصادر الطبيعية. ومع أوائل السبعينات بدأت هذه الصناعة تتوسع بسرعة نظرا لتوافر أعشاب بحرية أخرى تحتوي على الكاراغينان بعد نجاح زراعتها في بلدان المياه الدافئة بتكاليف عمالة زهيدة وأضحى الجزء الأكبر من المادة الخام متوافرا الآن من صنفين زرعا أصلا في الفلبين، وهما Kappaphycus alvarezii و Eucheuma denticuIatum ، ولكن زراعتهما انتشرت الآن من الفلبين إلى بعض بلدان المياه الدافئة الأخرى، مثل إندونيسيا وجمهورية تنزانيا المتحدة ومازالت هناك كميات محدودة من صنف Chondrus البري مستخدمة حتى الآن، ونجحت من الناحية البيولوجية محاولات زراعته في خزانات، وإن كان غير اقتصادي كمادة خام لاستخراج الكاراغينان. كما يجري الآن جمع صنفين بريين هما Gigartina و Iridaea من شيلي، في الوقت الذي تبذل فيه محاولات لإيجاد طرق لزراعتهما.
الاستخدامات الأخرى للأعشاب البحرية
مساحيق الأعشاب البحرية
تستخدم هذه المساحيق كمواد تضاف إلى الأعلاف وقد أنتجت بالفعل في النرويج لأول مرة في الستينات وتصنع هذه المساحيق من الأعشاب البحرية البنية التي يتم جمعها وتجفيفها وطحنها. وتجري عملية التجفيف عادة بواسطة أفران تدار بالوقود، وبالتالي فإن تكاليفها تتأثر بأسعار النفط الخام. ويجري الآن جمع ما يقرب من 50000 طن من الأعشاب البحرية الرطبة سنويا لإنتاج 10000 طن من المساحيق، تباع بخمسة ملايين دولار.
الأسمدة
يرجع تاريخ استخدام الأعشاب البحرية كأسمدة إلى القرن التاسع عشر على الأقل. وكانت الاستخدامات الأولى لها بمعرفة سكان السواحل، الذين كانوا يجمعون الأعشاب البحرية التي تجلبها العواصف، وهي أعشاب بحرية بنية كبيرة في العادة ثم يدفنونها في أراضيهم. وتفيد هذه الأعشاب البحرية التربة بما تحتويه من كمية كبيرة من الألياف بالإضافة إلى أنها تساعد التربة في الاحتفاظ بالرطوبة بينما تعمل المعادن الموجودة فيها كسماد وكمصدر للعناصر المغذية الأخرى وفي أوائل القرن العشرين، بدأت صناعة صغيرة تقوم أساسا على تجفيف وطحن المواد التي تقذف بها العواصف ولكن هذه الصناعة تعثرت بسبب ظهور الأسمدة الكيماوية الاصطناعية. أما اليوم، ومع الإقبال الشديد على الزراعة العضوية، فقد عاد شئ من الانتعاش إلى هذه الصناعة، وإن لم يكن على نطاق كبير، فالتكاليف الإجمالية لعمليات التجفيف والنقل قصرت استخدام هذا النوع من الأسمدة على المناطق الحارة حيث يعيش مستخدموها على مسافة غير بعيدة من الشواطئ.
والمجال الذي يشهد نموا ملموسا في صناعة الأسمدة من الأعشاب البحرية هو مجال استخلاص السوائل من هذه الأعشاب فهذه السوائل يمكن إنتاجها بشكل مركز لتخفيفها بعد ذلك بمعرفة المستخدم. وهناك أنواع كثيرة منها يمكن أن تستخدم بصورة مباشرة لتغذية النبات أو بإلقائها حول منطقة الجذور. وقد أجريت عدة دراسات علمية لإثبات فعالية هذه المنتجات، وأصبحت بالفعل تلقى قبولا كبيرا في أعمال البستنة. وعند استخدامها في زراعات الفاكهة والخضر والزهور، أحدثت تحسينات مثل زيادة الغلة، وزيادة استفادة التربة من العناصر المغذية، وزيادة القدرة على مقاومة بعض الآفات مثل عتة العنكبوت الأحمر ويرقته، وتحسن إنبات البذور، وزيادة القدرة على مقاومة الصقيع. ولكن ليس هناك دليل حقيقي على أسباب تأثيرها. فما تحتويه هذه الأسمدة من عناصر صغرى لا يكفي لتبرير التحسن الذي يطرأ على الغلة وغير ذلك. فأغلب المستخلصات تحتوي على عدة أنواع من منظمات نمو النبات، ولكن حتى هنا لا يوجد دليل واضح على أن هذه العناصر هي المسؤولة وحدها عن التحسينات التي تحدث. وفي عام 1991، أشارت التقديرات إلى أن ما يقرب من 10000طن من الأعشاب البحرية الرطبة تستخدم سنويا لإنتاج 1000 طن من مستخلصات الأعشاب البحرية قيمتها خمسة ملايين دولار. ولكن الأسواق ربما تضاعفت منذ ذلك الحين بسبب الإعتراف المتزايد بفائدة هذه المنتجات وتزايد الاإقبال على الزراعة العضوية.

مستحضرات التجميل
في بعض الأحيان تحمل البطاقات الملصقة على بعض المنتجات- متل الكريمات واللوسيونات- ما يفيد بأنها تحتوي على “مستخلصات بحرية” و”مستخلصات من الأغرة”، “ومستخلصات من الأعشاب البحرية” أو ما يشبه ذلك. ومعنى هذا عادة أن أحد الغروانيات المائية قد أضيف إلى هذا المنتج، فالغينيت أو الكاراغينان يمكن أن يحسن من قدرة الجلد على الاحتفاظ برطوبته. وفي العلاج بالماء، يغطي جسم المريض بعجينة من الأعشاب البحرية تصنع بطحن الأعشاب الباردة أو تكسير الأعشاب المتجمدة، ثم يدفأ المريض بالأشعة تحت الحمراء، ويقال إن هذا العلاج- مع العلاج بمياه البحر- يشفط من آلام الروماتيزم وهشاشة العظام.
الوقود
كانت هناك بعض المشروعات الكبيرة طوال السنوات العشرين الماضية تحاول استخدام الأعشاب البحرية كمصدر غير مباشر للوقود. وكانت الفكرة هي زراعة كميات كبيرة من الأعشاب البحرية في المحيط ثم استخدام هذه الكتلة الحيوية بعد تخميرها في إنتاج غاز الميثان والاستفادة منه كوقود. ولكن النتائج أظهرت ضرورة مواصلة البحوث والتطوير، وإن مثل هذه المشروعات تحتاج إلى وقت طويل، وانها ليست إقتصادية قي الوقت الحاضر.
معالجة مياه الصرف
هناك إمكانيات لاستخدام أعشاب البحر في معالجة مياه الصرف. وكمثال، فإن بعض الأعشاب البحرية تمتص أيونات المعادن الثقيلة مثل الزنك والكاديوم من المياه الملوثة. فالمياه التي تخرج من المزارع السمكية تحتوي عادة على كميات كبيرة من الفضلات التي يمكن أن تسبب مشكلات للحياة المائية الموجودة في المسطحات المائية المجاورة والأعشاب البحرية في أغلب الأحيان تستخدم جزءا كبيرا من هذه الفضلات كمواد مغذية، ومن هنا بدأت التجارب لزراعة الأعشاب البحرية في المناطق المتاخمة للمزارع السمكية.

عناصر مضادة للفيروسات
أشارت التقارير إلى إمكانية استخدام المستخلصات من العديد من الأعشاب البحرية كمواد مضادة للفيروسات، وإن كانت الإختبارات قد اقتصرت على المختبرات (في أنابيب الإختبار أو ما أشبه) أو الحيوانات مع عدد قليل جدا من التجارب على البشر. والاستثناء الملحوظ هنا هو Carraguard ، وهو مركب من الكاراغينان يشبه المستخرج من الطحلب الآيرلندي. فقد ثبت أنه مركب فعال ضد فيروس نقص المناعة البشرية في المختبرات وضد فيروس Herpes simplex-2 في الحيوانات. وقد دخلت عملية التجارب إلى مرحلة متقدمة أصبح فيها مجلس السكان التابع لمنظمة البحوث الدولية يشرف على تجارب واسعة النطاق لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية باستخدام Carraguard ، وتشترك في هذه التجارب 6000 سيدة منذ أربع سنوات كما أظهرت المادة المستخلصة من الأعشاب البحرية البنية Undaria pinnatifida قدرتها على مقاومة الفيروسات، حتى أن إحدى الشركات الأسترالية تجري الآن عدة تجارب في الولايات المتحدة وفي أستراليا على قدرة هذه المستخلصات على مقاومة مرض السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية. ومن بين التجارب التي يجريها مجلس السكان لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية استخدام كريم مهبلى يحتوي على مادة الكاراغينان.
ونظرا لأن المادة المضادة للفيروسات في الأعشاب البحرية تحتوي على جزيئات كبيرة للغاية، فقد كان المعتقد أنها لن تمتص عند أكل هذه الأعشاب البحرية. ولكن إحدى عمليات المسح اكتشفت أن معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في المجتمعات التي تأكل الأعشاب البحرية أقل بكثير منها في المجتمعات الأخرى. وقد أدى ذلك إلى القيام ببعض التجارب المحدودة التي تناول فيها المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية مسحوق أعشاب Undaria ، وكانت النتيجة انخفاض الإصابة بهذا الفيروس (25 في المائة). وبذلك يتضح أن الأعشاب البحرية ربما تعد مصدرا فعالا للمواد المضادة للفيروسات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق